الثلاثاء، 14 مارس 2017

مشترياتي من معرض الرياض الدولي للكتاب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
طاب صباحكم/مساؤكم جميعًا.

يوم السبت الماضي ذهبت إلى العرس الثقافي السنوي الذي تشهده الرياض، والذي يرتاده الكثير من الناس بلا بطاقاتٍ أو دعواتٍ للحضور، وصلتهم به وانتسابهم إليه هو هوى الثقافة وحب المعرفة والقراءة والكتاب.
كان نصيبي من المعرض عدة كتب قررتُ أن أتحدث في هذه التدوينة عن دوافع شرائي لها، ولعل البعض يستفيد من حديثي عنها ويفكّر في شرائها لاحقًا.





1) الاعتبار- أسامة بن منقذ:
الكتاب الذي ظننت أنه سيعسر علي البحث عنه وإيجاده! لأنني ظننت أنه لا يُباع في المكتبات المعروفة كجرير أو العبيكان ولا يوجد إلا في أماكن  متخصصة.. هكذا ظننت بداية الأمر ولا أدري إن كان ظني صحيحًا أم أنه محضُ ظنٍ لا يغني من الحق شيئًا؛ حتى أنني كدت أيأس من فكرة شرائه وقراءته وصار الحصول عليه مجرد أمنية تراوحني بين فترة وأخرى. إلى أن جاء معرض الكتب وكان هذا الكتاب متصدرًا قائمة كتبي، ولا تسألوني بعدها عن فرحتي الغامرة حين وجدته واشتريته من هناك

وهنا ملخص جيد عن موضوع الكتاب وعن كاتبه وجدته في أحد المواقع لمن أراد أن يعرف عنه (انقر على كلمة "ملخص" لتنتقل لصفحة الموقع)

وسر حماستي لهذا الكتاب ما يبدو أول وهلة من حبي للتاريخ، وهذا صحيح، لكن السبب الجوهري والأساسي اجتمع عندي وتشكّل لدي من عدة مصادر:

* المصدر الأول هو شيءٌ سمعته من وثائقي الجزيرة الرائع والمذهل "الحروب الصليبية"، وكان عبارة قالها أحد الضيوف على لسان أسامة بن منقذ يصف فيها الفرنجة قائلًا:

" أن فيهم فضيلة الشجاعة والقوة لا غير، كما في البهائم فضيلة القوة والتحمّل"

وهي عبارةٌ قالها أسامة في كتابه "الاعتبار"، فأثارت لدي هذه العبارة رغبةً في معرفة طريقة حياة وطبائع وأخلاق الفرنجة (أو الأوربيين في عصورهم الوسطى) وكيف دوّن أسامة بن منقذ الفروقات التي بين حياتنا نحن العرب والمسلمين في ذلك الزمان وبين حياتهم.

* المصدر الثاني كان معلومة قالها الدكتور علي الشبيلي في أحد برامجه التي شاهدتها على اليوتيوب، وكان مفادها أن الخبّازين سابقًا في عصر الدولة العباسية كانوا يُجبرون على حلق شعر يدهم وساعِدهم لئلا يسقط شيء منه على الخبز الذي يخبزونه ويبيعونه للناس، فعلّق الدكتور حينها ضاحكًا على الفرق بين خبّازينا التي يلف الشعر أيديهم -حسب ما قاله- وبين خبّازي ذلك الزمان :) وقد نسب هذه المعلومة إلى كتاب الاعتبار؛ فأشعرتني هذه المعلومة بتحضّر الحياة ورقيّها في ذلك العصر الذي كان فيه المسلمون هم سادة غيرهم في الحضارة والرقي، فتشوّقت لمعرفة صورة الحياة العامة في ذلك العصر وطبائع أهلها الحضارية والاجتماعية والدينية واللغوية.

* المصدر الثالث يتعلق بكاتب الكتاب نفسه، وما دار حوله من جدل بسبب  علاقته ببعض أمراء الفرنجة.. الكيان المحتل للأرض العربية الإسلامية ذلك الوقت.. وعن مشروعية هذه العلاقة من عدمها، فالحال عند الأمير أسامة بن منقذ يختلف عن غيره من الأمراء والملوك الخونة ذلك الزمان الذين أظهروا عهود الطاعة للفرنجة ووالُوهُم واستخدوا لهم، فالأمير أسامة كما قال عن نفسه وقال عنه غيره لم يزل متمسكًا دائمًا باعتبارهم أعداءً تجب مقاتلتهم وتحرير الأرض ومقدساتها منهم ومن بغيهم وشرورهم ودنسهم، حاله في ذلك حال أي مسلم ثابت على دينه وشرع ربه، بل حال أي إنسان أولًا يملك الضمير الذي يرى به أن الأرض المحتلة المغتصبة حقٌ لأهلها ويجب أن يُرد هذا الحق لأصحابه طال الزمان أم قصُر، بل إن الأمير أسامة لم يكن يتوانى عن جهاد الفرنجة والتحريض عليه ما دام ذلك متاحًا.. فلماذا إذن كانت هذه العلاقة التي تجاوزت حدود الانتدابات والمهمات والزيارات الرسمية -حسبما سمعت- بينه وبينهم إلى المصاحبة والمخالطة؟! أم أن الأمير أسامة هنا كان يقدر الأمر بمقادير السياسة التي يختلط بها الخير والشر ولا يرجّح الأمر فيها إلا المصالح وضرورات الأحوال لا الحق والباطل ؟! فإن كان كذلك فأين ينبغي أن يكون للسياسة حدودٌ ومحرمات لا يحق لها تجاوزها بحال من الأحوال ؟ وفوق هذا كله.. ما موقف الدين من مثل المعاملات والتجاوزات، ما موقفه من "المصلحة" تلك الكلمة التي يتشدق بها أهل السياسة ليصلوا إلى أغراضهم ؟ ومتى يسمح لنا الدين أن نتراخى ونقدم التنازلات في السياسة، ومتى يمنعنا منها مهما كانت الحال ؟!
صحيحٌ أن الرجال يُعرفون بالحق، وأن الحق لا يُعرف بالرجال، لكنني أردت سيرة أسامة بن منقذ كنموذج أخلق منه مثل تلك التساؤلات لأجد جوابًا يوفقني الله إليه بنفسي، أو أبحثه عند أهل الاختصاص، بإذن الله.

اشتريت الكتاب من : دار المكتب الإسلامي K29

2) الحرب والسلم - ليو تولستوي:
صار واجبًا بعدما كان مستحبًا أن ألتفت نحو الأدب الروسي وأقرأ ما أنتج كتّابه ومبدعوه، وذلك بعدما قرأت كتاب "الإسلام بين الشرق والغرب" لعلي عزت بيجوفيتش الذي أشار إلى الأفضلية والميزة التي يتمتع بها الأدب الروسي( ما قبل الاشتراكية) في غلبة الحس الروحي والإنساني عليه، ثم إنه لا أحد يستطيع إغفال أهمية ذلك الأدب وتفوق الكثير من مبدعيه أمثال ديستوفيسكي وتولستوي، لذلك ينبغي على المهتم بالأدب أن يجرب قراءة شيء من الأدب الروسي وغيره من أعمدة الأدب العالمية.
قررت أن يكون لقائي الأول مع الأدب الروسي من نصيب "الحرب والسلم" أو "الحرب والسلام" لأني أحب التاريخ، وأحبه أكثر حينما يمتزج مع الأدب على هيئة قصة أو رواية، فوقع اختياري على هذه الرواية الضخمة التي ذهلت من ضخامتها حين أراني إياها البائع! حيث أنها تقع في ٣ مجلدات، المجلد الواحد لا يقل عن ٦٠٠ صفحة! إلا أنني اشتريتها بطبيعة الحال، وأرجو أن أجد فيها من المتعة ما ينسيني ضخامتها ومجاهدتي في إتمامها.

اشتريت الكتاب من : دار الفارابي L33+34

3) الأجنحة المتكسرة - جبران خليل جبران:
بعض الكتب تعمل فيك ما يشبه عمل الموسيقى والألحان؛ تتسرب إلى منافذ روحك، وتتحدر إلى قيعانها السحيقة، تنفض ظلمتها، وتشعّ النور فيها، أظن أن كتابات جبران من هذا النوع.. إنه بالحس الإنساني والوجدان الصوفي الذي يتمتع بهما؛ يُرهِف الروح فيك، ويجعل قلبك كجناحي طائر محلقًا..

اشتريت الكتاب من : الدار المصرية اللبنانية K13+12

4) دين الفطرة- جان جاك روسو:
الكتاب مشهور، منذ مدة وأنا أرغب بقراءته وبالتجول في ثنايا عقل جان جاك روسو وبين تساؤلاته في طريق بحثه عن الحقيقة، وحول أرائه عن الفلاسفة والدين وغير ذلك.

اشتريت الكتاب من : المركز الثقافي العربي J31-32

5) أرض البرتقال الحزين - غسّان كنفاني:
كثيرًا ما كان كنفاني يقابلني عرضًا وصدفةً من خلال اقتباساتٍ لكتبه ينثرها أصدقائي في مواقع التواصل الاجتماعي، وكثيرًا ما كانت تتكرر هذه المقابلات واللقاءات، وكم كان كنفاني يعجبني ويشدّني إليه حينها بنضال ما يكتب وصدق ما يشعر وروعة ما يعبّر عن بلاده فلسطين! أليس إذن هذا اللقاء المتكرر والإعجاب المتزايد بيني وبين كنفاني إشارةً إلى وجوب أن أبدأ صلةً وعلاقةً حقيقة معه؟ مكانها الكتاب وحديثها السطور الطويلة لا الاقتباسات العارضة القصيرة؟ بل هي كذلك
من هنا قررت شراء "أرض البرتقال الحزين" لتكون المصافحة ومفتاح اللقاء بيني وبين كنفاني..

اشتريت الكتاب من : دار نوميديا G4

6) المكوّن اليهودي في الحضارة الغربية - سعد البازعي:
اشتريت هذا الكتاب عرضًا وصدفةً من غير تخطيط سابق، للدور اليهودي في الحضارة الأوربية أهمية لا يملك أي مهتم إلا أن يقف على أسبابها وكوامنها. المسألة اليهودية بداية من عهد موسى عليه السلام وبني إسرائيل ونهاية باحتلال فلسطين ما زالت تثير اهتمامي وتساؤلاتي، خاصة الارتباط الغريب والزواج الشاذ بين اليهود والغرب ذي الخلفية المسيحية بعد صراع عقائدي تاريخي بين اليهود والمسيحيين. فما أسباب هذا الارتباط ودوافعه؟ وما غاياته ومراميه؟ هذا ما دفعني صراحة لاقتناء الكتاب، وأرجو أن أجد عنده جوابي.

اشتريت الكتاب من : المركز الثقافي العربي J31-32


آمل أن تكون التدوينة أعجبتكم واستفدتم منها.. شكرًا لاطّلاعكم عليها، وإلى اللقاء في تدوينة أخرى إن شاء الله.