الأربعاء، 1 مارس 2017

أن تهجر برامج التواصل ولا تهجرها

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
طاب صباحكم ومساؤكم جميعًا
 

ستكون هذه التدوينة بإذن الله عبارة عن تجربة ذاتية في إطار نصائح وإرشادات مهمة عن موضوع يراود الكثيرين من مستخدمي برامج التوصل الاجتماعي هذه الأيام وأصبح يشكل هاجسًا لدى البعض منهم.. اليوم سأحكي عن إدمان برامج التواصل الاجتماعي وكيفية التخلص منه بإذن الله في ضوء تجربتي الذاتية والأساليب التي اتبعتها والتي أرجو أن تكون مختلفة في طريقة تناولها للمشكلة.
 
 
مع انتشار برامج التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة واستخدام الغالبية العظمى من الناس لها، لاحظ الكثيرون أنهم قد انزلقوا في هوّة إدمانها أو يكادون، ولاحظوا الأثر البالغ لذلك على حياتهم وعلاقاتهم وأهدافهم ومشاريعهم، فصاروا يحاولون التخفيف من استخدامهم لها ما استطاعوا، حتى وصل بكثير منهم أن يزيلوا تطبيقات هذه البرامج من هواتفهم مدة زمنية محددة قد تصل إلى أيام أو أسابيع كسلاحٍ أخير يواجهون به هذا الإدمان لقطعه وقطع كل الأسباب التي تؤدي إليه! ثم بعد استيفاء هذه المدة يعودون إليها، وقد ينجح بعضهم في استكمال هذه المدة وقد يفشل البعض الآخر؛ لأن التعلق بهذه البرامج قد سلب عقله وتغلغل إلى أعماقه إلى درجة لا ينفع معها أي حلٍ سطحي كحذفه لهذه البرامج فجأة. لكن نجد أيضًا أن من ينتهج هذا الأسلوب "العزلة المؤقتة" حين يعود إلى برامج التواصل مرة أخرى فإنه يعود إليها بنفس حالة الجلوس الطويل أو الإدمان كما في السابق! بل إن بعضهم يزيد من مدة جلوسه عليها حين يعود كنوعٍ من "التعويض" عن الأيام التي خلت! فما الهدف من تلك "العزلة" إذن وما الفائدة من الدواء إن كان المريض يعود للتعرض إلى أسباب المرض ؟!!

 وهناك أشخاص يمارسون أسلوب "العزلة" ويكون هذا الأسلوب فعالًا جدًا معهم، فهم إذا انقطعوا عن برامج التواصل يمارسون حياتهم بشكل طبيعي دون أن ينشغل بالهم بها أو تتلهف قلوبهم عليها، وحين يعودون إليها فغالبًا يكون جلوسهم عليها لا ينتهي إلا بفائدةٍ ما ولو كانت مجرد التنفيس عن النفس أو الراحة من ضغوط العمل، وليس جلوسًا كجلوس العاطلين الفارغين الذي لا هم لهم بها وبما يدور فيها! ولكن دعني أقول لك أن هذا النوع من الأشخاص لا يعانون فعلًا من إدمان برامج التواصل وممارستهم لأسلوب "العزلة" غالبًا ما تكون كزيادة في الاستجمام والراحة والصفاء الذهني أو للتفرغ لعمل ما أو مهمة ما وما إلى ذلك.

شخصيًا؛ أنا كنت من الأشخاص الذين جربوا أسلوب "العزلة" ولم أكن وصلت إلى درجة الإدمان في استخدامي لبرامج التواصل، لكني كنت أطيل في جلوسي عليها إلى درجة تؤثر على يومي وأهدافي، وللأسف لم يُفِد معي هذا الأسلوب كثيرًا، لأني حين كنت أزيل برنامجًا ما لا ألبث إلا قليلًا ثم تراودني رغبات في الإطلالة عليه لمعرفة ماذا جرى فيه مثلًا، وكنت أحاول تجاهل هذا الأمر لكنه يلحّ علي فأستسلم له وأعود إلى تحميل البرنامج مرة أخرى قبل انتهاء المدة التي حددتها لنفسي :/ 
لقد أصبحت برامج التواصل جزءً من يومي إلى درجة أني لا أتخيل يومي فضلًا عن حياتي بدونها..وهنا يكمن رأس المشكلة ورأس حلها أيضًا! فمشكلة المدمنين الأساسية هي تعلق قلوبهم بوسائل التواصل قبل تعلق أيديهم وأعينهم..وشُغل قلوبهم بها قبل أوقاتهم؛ رأس الحية يقبع هناك.. في الأعماق المظلمة البعيدة من القلب..في عقلنا الباطن.. في اللاوعي منا وليس عند السطح، ومن ثم فإن قطعه واستئصاله يكون من هناك وليس من الخارج، وينبغي التعجيل بقطع هذا الرأس قبل أن يستفحل سُمّه في دواخلنا.. وقبل أن تضيع الهمم والأوقات سدى!
 
 وأنا أعني ببرامج التواصل هنا أي برنامج تواصل يمكّنك من التفاعل مع غيرك من خلال الاتصال اللاسلكي، سواء أكان تويتر أو الفيس بوك أو باث أو الواتساب أو سناب شات أو انستقرام أو غيرها من البرامج التفاعلية؛ لأن البعض حين يسمع عن إدمان برامج التواصل يتبادر إلى ذهنه تويتر أو الفيس بوك مثلًا ولا يفكر مثلًا بالواتساب، رغم أن لوثة الإدمان تصيب مستخدمي الواتساب كما تصيب غيرهم، وتظهر أعراضها بالاهتمام بالواتساب والدخول عليه بين كل هنيهة وأخرى، وفي الدردشة في المجموعات أو "القروبات" لساعات طويلة، وفي الولع بإرسال الرسائل النصية أو الوسائط بكثرة، وفي الحرص على تسقط الأخبار ومتابعتها وإرسالها إلى من عنده أولًا بأول وكأن هناك جائزةً ضخمة قد أُعدت لمن يفوز بالسبق الواتسابي، وغيرها وغيرها.
 
أعود إلى قصتي مع برامج التواصل، في البداية لم أكن أشعر بشكل جاد بخطر استخدامي لبرامج التواصل لأوقات طويلة، صحيحٌ أنني كنت أدرك ضرر برامج التواصل على الشخص، ولكني كنت أتجاهله أحيانًا، وأحيانًا أقرر قراراتٍ هزيلة وأعزم على الانضباط في استخدامها فأحاول وأفشل فأكف بعدها عن المحاولة في استسلامٍ سريع تخجل منه الإرادة ويعجب منه اليأس!

ولم أصل إلى المرحلة التي أدركت فيها أن الحال بلغ درجة الخطورة عندي إلا حين صرت ألاحظ الفرق بين قراءتي للكتب قبل دخولي عالم برامج التواصل وبعده! لقد لاحظت أن المخرجات القرائية تختلف بين حالي قبلها وحالي بعدها، فقد كنت أقرأ بتأنٍ وتؤدةٍ تغشاهما اللذة من فوقهما وتحتهما..كنت أتبحر في الكلمات وأتعمق فيما وراءها من أفكار وخيالات لأجني كنوزها وأسرارها..كنت أدور في دوامة من الأفكار بمتعة دون أن يوقفني ذلك الصوت الذي يستعجلني أن أمسك بالهاتف وأرى آخر الأخبار أو ماذا كتب فلان أو ما "الهاشتاقات" التي تصدرت قائمة "الترند" وما الذي تتحدث عنه وما الذي يدور فيها من تعليقات ونقاشات، أو ماذا صوّر فلان في السنابشات أو الانستقرام وإلى أين سافر وإلى أين ذهب ... إلخ؛ لم أكن أسمع لذلك الصوت حسيسًا! ولم يكن عقلي قد وقع بلا شعور في كمين خادع أوهمه أن التغريدات والمنشورات التي تتحدث عن مواضيع أدبية وثقافية ومعرفية تغنيه عن قراءة الكتب، فأصبحت الكتب تتراكم عليه وتنتظر منه أن يعود إليها كما في السابق! ولم يكن عقلي قد وقع في فخ التظاهر (ذلك الفخ القاتل!)؛ فلم يكن إغراء تصوير الكتب والمباهاة بعددها، أو التنافس على إنهاء أكبر عدد منها في أسبوع أو شهر دون قراءتها بشكل متمعن ومتعمق قد عرف طريقه إلى رأسي.. باختصار لقد كان الاختلاف بين مخرجات القراءة ما قبل/بعد برامج التواصل واضحًا بيّنًا؛ لا من ناحية ثبات المعلومات أو محتوى الكتاب، ولا من ناحية استخلاص الفوائد والتفكير والتعمق فيما وراء السطور، ولا من ناحية الاستمتاع بقراءة الكتاب دون أن الإحساس بأن شيئًا وراءك ينتظرك ويلح عليك بالاستعجال!

 

إضافة إلى أثر استخدامي لبرامج التواصل على القراءة والكتب؛ كان لها أثارُ عديدة على أشياء تختلف أغراضها ولكنها تجتمع في شيء واحد، وهو الاعتراض على حقها من الوقت الذي سلبه منها سوء استخدامي لمواقع التواصل! فكان من الممكن مثلًا أن أقضي الوقت الذي يتسرب في شبكات التواصل بممارسة الرياضة ..كان من الممكن أن أقضيه في التفكر والتأمل..كان من الممكن أن أقضيه في تجربة وصفة طعام جديدة..كان من الممكن أن أقضيه في حديثٍ يقظٍ مع أمي أو أهلي بدون قطعه وبعثرته بالنظر للجوال بين فينة وأخرى.. كان من الممكن أن أقضيه في مشاهدة فيديوهات تطويرية على اليوتيوب أو برنامج حواري أو فيلم وثائقي..كان من الممكن أن أقضيه في محادثة صديقة قديمة.. كان من الممكن أن أقضيه في ترتيب خزانة ملابسي المبعثرة أو تغيير مواقع أثاث غرفتي وتنظيمه كأسلوبٍ للتجديد..كان من الممكن أن أشتري أحواض نباتات وأزين بها فناء المنزل وأتعلم كيف أعتني بها وأرعاها.. كان من الممكن أن أتعلم شيئًا جديدًا أو أطور مهارة قديمة؛ الخياطة أو تغليف الهدايا مثلًا أو تطوير لغتي الإنجليزية..كان من الممكن عمل أشياء عديدة في ذلك الوقت الفائض الذي أمنحه لبرامج التواصل! لا أقول إني لم أكن أجد وقتًا لعمل تلك الأشياء؛ فلم أصل في استخدامي لبرامج التواصل إلى الإدمان المَرضي ولله الحمد، لكنني أقصد أني لم أكن أعطيها لا الوقت ولا الاهتمام الكافي الذي تستحقه بسبب استخدامي السيء لبرامج التواصل

 

لكن أستطيع القول بأن كل ذلك قد تغير الآن إلى درجة رائعة لم أزل أطمح إلى ما بعدها، وكل ذلك بفضل الله أولًا ثم بالقيام بأمرين أو أسلوبين أو سببين اثنين فقط لا أكثر أو أقل، وأظن أن هذا الطافح من المياه التي أغرقتنا بها برامج التواصل متعلق بهذين السببين فقط، فما هما؟!

 

*الوقت كعقيدة:


 

مشكلتنا الأساسية مع برامج التواصل أنها تجعلنا نضيع أوقاتنا في أمور لا تفيد دنيا وآخرة.. ولكن ما هو الوقت ؟ إنه الحياة! وماذا يكون الوقت غير الحياة! أعمارنا هي حياتنا ووجودنا الذي نقضيه على هذه الأرض، وليس العمر إلا قطعةً شُكلت من مجموع الدقائق والساعات والأيام والشهور والأعوام، ولن يُكتب في صحائف أعمالنا يوم القيامة إلا ما قضيناه وعشناه في تلك الدقائق والساعات"إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما" ويقول ابن مسعود-رضي الله عنه- : "ما ندمت على شيءٍ ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي"، أفلا ينبغي علينا إذن أن نحرص على ملئ صحائفنا بما نرجو أن يفيدنا وينفعنا يوم الحساب ؟ أليس الوقت الذي نضيعه أولى بأن نملأه بما ينفعنا ؟ المشكلة أننا حين نضيع أوقاتنا فإننا نبذرها بشيء لا نرجو عاقبة نفعه ليس في الآخرة فقط، بل في الدنيا أيضًا!! يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه :"إني أكره أن أرى أحدكم سبهللا (أي فارغًا) لا في عمل دنيا ولا في عمل آخرة!" ولقد بلغ من حرص أبي الوفاء الحنبلي على الوقت وتشبثه بقيمته وأهميته أنه كان يقول :"إني لا يحل لي أن أضيع ساعةً من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن المذاكرة ومناظرة بصري عن المطالعة؛ أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في الثمانين ما كنت أجده وأنا ابن العشرين" ولم يذهب حرص أبي الوفاء العظيم على الوقت سدى، فقد كان نتيجته أن ألّف كتاب "الفنون" والذي يقع في ٨٠٠ مجلد!

المشكلة أننا نعجب بكثير من العظماء والمنتجين، وتبهرنا إنجازاتهم وأعمالهم ونتمنى أن نصبح مثلهم ونحن نقضي أوقاتًا طويلة متسمرين أمام شاشات أجهزتنا! فلا أدري كيف يجتمع هذا مع هذا ؟!! إلا إن كانت أمانينا محض خيالاتٍ وأحاديث، فهذه قصةٌ أخرى!
عمومًا لستُ هنا لأتحدث مطولًا عن أهمية الوقت، فقد فعل هذا غيري وهم أحسن وأفضل مني بالتأكيد، ولا أظن أننا نجهل أهمية الوقت لهذه الدرجة، كل ما في الأمر أننا اعتدنا على هذا النمط من الحياة للأسف.. ثم إن تضييع الوقت أسهل من الالتزام والجد به على كل حال
ما أريد قوله أنك لن تستطيع ضبط نفسك تجاه برامج التواصل إلا إن أدركت معنى الوقت وآمنت بأهميته واعتنقتها كـ"عقيدة" للحياة!
 
    *الاهتمامات كمعنى وأفضلية:
 
وهي الخطوة التالية لإيمانك بأهمية الوقت واعتناقك لها والتي لا تقل أهميةً عنها حقيقة، ولا أعني بها أن تبحث عن شغفك أو هدفك أو عن هواية تستهويك، فلست الشخص المناسب الذي سيرشدك وتجد ضالتك عنده؛ إذا كنت تريد ذلك فابحث في اليوتيوب أو أي مكان آخر عن اكتشاف الهواية أو الموهبة وتطويرها وستجد ما يغنيك.. ثم إنك ابتداءً لن تفكر بالتحكم بنفسك تجاه برامج التواصل إلا إن كان لديك اهتماماتٌ وأهداف ما زال ضميرك يقرّعك ويؤنبك لتجاهلها؛ وهذا الصنف من الناس هم من أخاطبهم هنا
فقد تقول مثلًا أنا لدي اهتمامات وأهداف لكن لا أعطيها الوقت والتفكير الذي تستحقه وأنصرف بدلًا منها إلى برامج التواصل، فكيف أسيطر على نفسي هنا ؟!
الحل بإذن الله هو أن تدرك أهمية ومعنى أن يكون لديك هدفٌ تسعى له وتبذل من أجله، وفي المقابل أن تدرك تفاهة وسخافة الجلوس أمام برامج التواصل مقابل هذه الأهداف! الأمر أشبه ما يكون بإعادة هيكلة العقل الباطن وتغيير القناعات والتصورات الداخلية. فبالنسبة لإدراك أهمية الأهداف فمعناه أن تعتقد بأهمية الأهداف في الحياة وأنه لا معنى أن نعيش حياتنا فارغين وضائعين بلا هدف، وأعظم الأهداف وأجلها هو طاعة الله عز وجل ومن بعده تتدرج الأهداف وتتفاوت، وأن تدرك أهمية الوقت الذي أعطاه الله لك وأنه هو الطريق الذي تسير عليه لتصل لهدفك. وكل شخصٍ هو أعرف بهدفه وما يعنيه له ولحياته، لذلك ينبغي عليك أن تؤمن جدًا بهدفك وتركّز عليه، وتقتنع بأن جلوسك بلا حاجة أمام برامج التواصل ما هو إلا إضاعةٌ للوقت فضلًا عن أنه يسلبك من أهدافك وإنجازاتك
إن جلوسنا أمام برامج التواصل ما هو إلا اهتمام واحد من بين اهتمامات متعددة، وأنا لا ألغي أحقيتك في أن يكون لديك اهتمامٌ بها، فكلنا لدينا اهتمام بها! لكن المطلوب منك أن تفاضل فقط بين هذا الاهتمام وبين اهتماماتٍ أخرى أهم وتختار بينها ما يستحق أن تبذل نفيس وقتك وشُغل فِكرك له.
 
إذا اقتنعت بهذين الأمرين -فضلًا عن اقتناعك بأهمية الوقت-واستطعت تغيير أفكارك وقناعاتك السابقة صدقني سيسهل عليك جدًا ضبطك لنفسك أمام برامج التواصل!

 
وفي هذا السياق أرى من الواجب أن أشير هنا إلى كتاب أدين له بعد الله بفضلٍ كبير في مساعدتي على التحكم بنفسي تجاه برامج التواصل، وأعظم فائدة استخرجتها منها هو الإحساس بالذنب لجلوسي الطويل أمام برامج التواصل بلا فائدة وإن كنت أشعر أن جلوسي كان لفائدة، وأيضًا ساعدني جدًا في إدراك تفاهة برامج التواصل بالنسبة لأمور وأشياء أهم، ويضرب على ذلك أمثلة واقعية لشخصيات عظيمة قضت عمرها في العمل والاجتهاد ولم تلتفت إلى ما كان يشغل الناس من الأحداث والأخبار الصغيرة والتافهة أحيانًا والتي يُعد الحديث حولها والاشتغال بها سمةً بارزة لكثير من مستخدمي برامج التواصل للأسف.
 
هذا الكتاب هو كتاب "الماجريات" لإبراهيم السكران، وقد كتبت عنه مراجعة من أراد الاطلاع عليها سيجدها هنا:


 وقد ذكر الكاتب في الكتاب نقطةً مهمة أعتبرها فارقة حيث أثّرت علي في تغيير علاقتي ببرامج التواصل إلى الأفضل، وهي فيما معناه : (أن مرحلة الشباب هي مرحلة تحصيل لا عطاء، فالمفترض أن يستثمرها الشاب بتثقيف نفسه وتطويرها، وستأتيه مرحلة إن أمد الله في عمره يظن أن لديه ما يكفي ليتفرغ للناس وتعليمهم وإرشادهم، فالقوة العقلية والعافية الجسدية التي يتمتع بها الشباب تجعل من الأحرى لهم أن يسثمروها في التحصيل والثقافة وأن لا يفرطوا بها في أشياء لا تنفع لأنه سيأتي يومٌ لن تكون فيه هذه القوة كما في السابق). وقد ذكر الكاتب هذه النقطة في سياق نصائح وجهها لطلبة العلم -والكتاب يركز على طلبة العلم خاصة وعلى غيرهم بشكل عام- ، ولكني أظن أن هذه النصيحة تفيد الشباب عامة، وتفيد بشكل خاص الشباب الجادين أصحاب الطموح والفكر المبدع. وما أحسن وأبلغ ما قاله الماوردي حين قال :



"اجعل ما منّ الله به عليك من صحة القريحة وسرعة الخاطر مصروفًا إلى علمٍ ما يكون إنفاق خاطرك فيه مذخورًا، وكدّ فكرك فيه مشكورًا" 
 

ختامًا أقول: 

 
إنك إن وعيتَ كل ذلك واعتنقته وطبقته، وقبله طلبت من الله أن يعينك ويوفقك لما ينفعك في دنياك وآخرتك، فبإذن الله ستنجح في تجاوز هذه المأزق.
وأنا لا أنصحك بهجر برامج التواصل ولا بتركها للأبد، ولا يخطر لي أبدًا أن أنصحك بذلك! فلا أحد ينكر أهمية برامج التواصل في عصرنا هذا، فوجودها أحدث فارقًا وانقلابًا على كافة الأصعدة الإعلامية والثقافية والفكرية والمهمنية والتنموية وغيرها وغيرها مما لا ينكره أحد، وهي قبل كل ذلك نافذةٌ من حقك أن تمتلكها لتشرف من خلالها على العالم.. ولسانٌ آخرٌ  تتحدث به مع الناس ومن ثمّ لا أحد يستطيع أن يطالبك بإخراس هذا اللسان واعتزال الكلام والتزام الصمت
أنا أنصحك فقط أن لا تُجاوز باستخدامك لها القدر المُفترض منك كشخصٍ يعي جيدًا معنى وجوده في الحياة ومعنى الوقت الثمين الذي وهبه الله له؛ فأنا شخصيًا أصبحت لا أدخل تويتر مثلًا إلا إن كنت أريد نشر تغريدةً ما، أو زيارة بعض الحسابات التي أحب ما يكتبه أصحابها، أو لأستطلع الأحداث وما يجري وأحرص رغم ذلك ألا أستغرق في هذا الاستطلاع أكثر مما ينبغي، أو أحيانًا أقوم بتصفح الخط الزمني أو "التايملاين" إن كان لدي فسحة إضافية من الوقت لفعل ذلك أو لمجرد الراحة أو التنفيس من بعد عملٍ ما؛ لكني أقولها بصراحة أن هذا المنهج أو هذا الالتزام لا يحدث دائمًا لأني أحيانًا أتمرد عليه لأسباب ودوافع مختلفة، إلا أنني لا ألبث أن أعود إليه.، ويبقى هذا التمرد نادرًا ولله الحمد، وما زلت أصارع وأحاول إلى الآن كي أقطع أسباب الإدمان نهائيًا وأحقق تمامًا الهدف الذي لم يكن غايةً بحد ذاته في بداية هذا المشوار ولم يرتسم ويتضح لي إلا لاحقًا؛ فأنا حين أدركت أهمية الوقت جيدًا وآمنت بأهمية ما لدي من طموحات وأهدافٍ على ما عداها، أصبحت بشكل تدريجي أحكم برامج التواصل وليس هي من تحكمني، وخاصةً حين أصبحت لا آبه بوجودها في هاتفي! .. لم يعد حذفها من الهاتف واستعمال أسلوب حذف البرامج وإزالتها كشكل من أشكال "العزلة" يمثل خيارًا أمثل وخطوةً نهائية لبتر كل شيء يربطني فيها ويذكرني بها.. لم تعد أيقوناتها الملونة تشكل إغراءً أو سحرًا يجرني بلا وعيٍ إليها كلما فتحت شاشة هاتفي، باختصار لم يعد وجودها ورؤيتها من الخارج تحدث فرقًا عندي.. لقد حدث أنني صرت أهجرها وأوليها ظهري وإن لم أفارقها بالمعنى الملموس! وأصبحت هذه الهجرة لاحقًا هدفًا أسعى له من حيث لم أشعر أو أقرر..وعسى الله أن يوفقني الآن لاستكماله وبلوغ أجله من غير تمردٍ أو ارتداد.



 

هناك 14 تعليقًا:

  1. رائعة يا نورة .. أستمتع كثيراً بقراءة ما تكتبين..

    شكراً على مشاركتك لنا هذه التجربة التي نتقاطع معها كثيراً ..وسأستفيد من تجربتك بإذن الله.

    جعلك الله مباركة أينما كنت.

    ردحذف
    الردود
    1. أشكرك جدًا على هذا الكلام الطيب ()
      وإياك يا رب ()

      حذف
  2. جميل ذكرت تجربتك بواقيعه وصدق أحتاج ان اسمع لمثل هذه التجارب كل مرة افشل في محاولاتي ولكن في تدوينتك ذكرتي تقطة مهمة الأحساس والأدراك من الداخل للوقت للشباب للقوة ياترى في ماذا أستثمرته ؟ وانا أجلس ممسكة بهاتفي يأخذ مني الكثير دون ان اشعر شكرا لتجربتك ومحاولاتك في ترك هذا الادمان🖒

    ردحذف
    الردود
    1. أكذب إن قلت الأمر سهل سيحتاج إلى محاولات بالتأكيد، وأنا إلى الآن تصيبني حالات نكوص وارتداد بين فينة وأخرى، وأحتاج إلى أن يتمكن الأمر مني أكثر.

      العفو عزيزتي.. شكرًا لتعليقك ()

      حذف
  3. تدوينتك، ذكرتني بال " المختطف" إحدى حلقات برنامج نقش على اليوتيوب.
    كان لكلماتك نفس الأثر الذي حققه المقطع علي. وأرى أن تدوينتك هذه يجب أن لا يغفل عنها، وتنتشر لتبلغ الجميع.

    "فما الهدف من تلك "العزلة" إذن وما الفائدة من الدواء إن كان المريض يعود للتعرض إلى أسباب المرض ؟!!"

    العزلة المؤقتة يختلف مفعولها من شخص إلى آخر، لها فوائد أولها أن يعرف المرء حياته كيف تسير بدون هذه البرنامج ويرى بعين البصيرة سلبيات وإيجابيات هذه البرامج وبناء على ذلك يستطيع أن يقرر بروية كيف سيعود، وإلى ماذا سيعود، وقد يقرر أن لا يعود.

    "فمشكلة المدمنين الأساسية هي تعلق قلوبهم بوسائل التواصل قبل تعلق أيديهم وأعينهم"

    هذه العبارة دقيقة جدا، وهي كل القضية فعلا.

    وإدراك قيمة الوقت والانشغال بالاهتمامات المفيدة، هما ليسا محاربين لوسائل التواصل بقدر ما يجعلاننا نستخدمها استخداما صحيا وصحيحا ومفيدا

    وقصتي مع إدمان تويتر عجيبة ومختلفة.
    بدأ إدماني على تويتر، في مرحلة كنت فيها وحيدة، وأرى في تويتر متنفس، وأتابع جيلا جميلا من المغردين، كنت أجد في ذلك لذة ولم أكن أراه هدرا للوقت لأنني كنت استفيد ووقت فراغي كبير جدا يسمح بذلك،
    فلم يكن ذلك على حساب مهام وأولويات. بمعنى آخر كنت أمارس هواية إلى أن شعرت أني بدأت أتجاوز الحد، وتحول إلى إدمان أثر على عيني وأعصابي. فقررت العزلة المؤقتة.
    واكتشفت أني كنت على خطأ. فتويتر كان هو متنفسي الوحيد، وكان هو برنامج التواصل الوحيد الذي استخدمه، وكان يسجل مشاعري فوريا، وكنت يشجعني أن أكون إنسانة جميلة، وأظهر للمتابعين أجمل ما عندي،
    فتتشجع نفسي بذلك أن تسمو، وطبعا لا أقصد بالجمال إلا جمال الروح والفكر والمنطق. فلما كنت أقرأ كتابا مثلا، واقف على مقولة تعجبني فورا أغرد بها أو أصورها. اتحمس بذلك لمواصلة الكتاب، فأنا أقرأ استفسد وأشارك لأفيد واكسب الأجر، وأقيد العلم حتى أعود إليه يوما إن احتجت.
    ولم أكن أقصد بتصويري لكتبي وتغريدي عن الكتب أي مباهاة وتظاهر، لكن حماسي للقراءة ذبل لما ابتعدت خصوصا أني كنت قارئة مبتدئة، بعد أن كنت إنسانة غير صديقة للكتب أصلا.
    إجمالا تويتر كان هو الداعم لاهتماماتي جميعها في ذلك الوقت. فكسرت المقاطعة وعدت إليه وقررت وضع ضوابط.

    ولم تستمر تلك المرحلة طويلا حتى جاءت ضغوطات الدراسة وكفتني هم الإلتزام بالضوابط، إذ انشغل وقتي عن برامج التواصل جميعها حتى صرت لا أجد بها استهواء. وخف على إثر ذلك بريق قلمي ولم أعد اتحمل القراءة.

    والآن بعد التخرج، أحاول أن أعيد ما انفرط مني، ولكني لا أتوقع أبدا أن أدخل في دوامة الإدمان مجددا لأن اهتماماتي صارت متنوعة أكثر. وعندي مسؤوليات أكثر من السابق، ولا أجدها تجذبني كثيرا.


    وأخيرا عندي أسئلة تشغل تفكيري لعلنا نتباحث فيها:
    هل إدماننا لوسائل التواصل سببه أننا حديثين عهد فيها منبهرين؟ وأننا بعد أن نتشبع منها ستكون جزء من حياتنا عاديا لا يستحق الإلتفات؟
    هل الذي يحصل اليوم أن الجميع دخل مجالها على اختلاف الأذواق لاكتشافها، ومع الزمن سيبقى فيها فقط من ناسبت اهتمامته وذوقه، ويهجرها البقية؟
    هل الأجيال القادمة، أو صغار السن الذين يستخدمون وسائل التواصل اليوم فيكون عندهم هذا الهوس في وسائل التواصل لما يكبرون مثلما حصل معنا نحن؟



    ردحذف
    الردود
    1. بدايةً أشكرك جدًا على هذه المداخلة الثرية والحديث المنصت،

      *"العزلة المؤقتة يختلف مفعولها من شخص إلى آخر، لها فوائد أولها أن يعرف المرء حياته كيف تسير بدون هذه البرنامج ويرى بعين البصيرة سلبيات وإيجابيات هذه البرامج وبناء على ذلك يستطيع أن يقرر بروية كيف سيعود، وإلى ماذا سيعود، وقد يقرر أن لا يعود."

      صحيح أحسنتِ مفعول العزلة مختلف، لكن حديثي عنها هنا كان في سياق استخدامها كحل مباشر للإدمان، فكما ذكرت أن هذا الحل هنا سطحي لأن المشكلة متجذرة في الداخل ولا تفيد العزلة معها إذا بُذل جهد (حتى ولو كان متواضعًا) في تغيير القناعات الداخلية أولًا.

      *قصتك مع برامج التواصل جدًا رائعة خصوصًا حين ذكرتِ الأثر الإيجابي لبرامج التواصل على طريقة تفاعلك مع القراءة والكتابة لأن هذا التأثير بلغني أيضًا، وإن كنت سأضع قائمة بميزات تويتر فستكون هذه أولها! أقصد من ناحية نشر الاقتباسات وتصوير الصفحات وتقييد المعرفة بشكل عام، وكذلك في تسجيل المشاعر والخواطر ونشرها.. لا أنكر إن لتويتر بالذات تأثير إيجابيعلى قراءتي وكتابتي وشخصيتي وتفكيري من خلال تعريفي بمجموعة متميزة من القراء والكتّاب والمثقفين والمفكرين، بل أدين له بعد الله بفضل كثير في ذلك. وقد أشرت لهذا في نهاية التدوينة بأني أزور بعض الحسابات المتميزة فيه وأنشر بعض ما أكتب ...إلخ. لكن حديثي هنا عن السلبيات والإدمان، ونعم أحسنتِ كل شيء بضوابط وحدود معقولة.

      *بالنسبة لأسئلتك:
      - لا أعتقد أن الأمر يتعلق بحداثة مواقع التواصل بقدر ما يتعلق بسبب تمسك كل فرد بها، وبشكل عام أعتقد إن ما سمحت به مواقع التواصل من انفتاح على العالم ومراقبة حياة الناس واهتماماتهم وأحاديثهم هو السبب الأول في تمسكنا بها. قد تأتي على الشخص فترات ملل من مواقع التواصل ويبتعد عنها لكن لا أظن إنه يتقطع عنها للأبد؛ هي حياة ومجتمع وعالم آخر لا أظن أن الإنسان المعاصر خاصة يستطيع الانقطاع عنها للأبد.
      - كما قلت لك في إجابة سؤالك الأول؛ سيبقى بها الجميع وسيختلف هذا البقاء نسبيًا من شخص لآخر، لكن لن يهجرها أحد للأبد.
      - لم أفهم السؤال الأخير بالضبط، أتمنى التوضيح :)

      حذف
  4. موضوعك جدًا جميل ومفيد جعله الله في موازين حسناتك نورة ✨
    أحتاج أحط موضوعك في المفضله يذكرني كل ما انغمست في البرامج، مع إني لاحظت تحسن في الوقت اللي أقضيه بالذات في السناب تشات بعدما جرربت العزله أكثر من مره..
    كانت مشكلتي في السناب تشات فكرة إنه السنابات تقعد بس 24 ساعه وانا في أمريكا وقتي يختلف عن السعوديه فرق 12 ساعه.. أحس إني كنت في سباق مع الوقت يا أشوف السنابات يا بتفوتني! 😶
    بعد تجربة العزله ما حسيت بفرق! كنت مدركه إنه فاتني أسبوع كامل وفي نفس الوقت حاسه بالرضا ولمن رجعت له ما رجعت بنفس الحماس السابق..
    لكن أحتاج أطبق هذا التكنيك كل فترة مع تذكر كل النقاط اللي ذكرتيها 👍

    شكرًا لك للأبد 💗

    ردحذف
    الردود
    1. أنا ترا كذا كنت في السناب وأحس لازم أشوف كل السنابات؛ لكن بعدين بعد ما حسيت بقيمة اهتماماتي أكثر تدريجيًا بديت أخف في جلوسي عليه إلى إن صرت غير مبالية تجاهه حتى التصوير نادر أصور وصرت ما أدخله إلا مرتين باليوم تقريبًا عشان بس أشوف سنابات أقاربي وصديقاتي وقلة من الناس المميزين اللي أحرص أشوف سناباتهم مثل محمد الحاجي وتميم التميمي وعلياء المؤيد؛ حتى ما أحرص أتابع سناباتهم إلا إذا حسيت الموضوع شادني وجاذبني وغيره لا.

      شكرًا روان جدًا أسعدني ردة فعلك الصادقة وتعليقك الجميل ❤️

      حذف
  5. جميل جداً ، شكراً لك كلماتك غاصت فيّ

    ردحذف
    الردود
    1. الله يسعدك فاطمة شكرًا جزيلًا ❤️

      حذف
  6. جزاكِ الله خيرًا، عزلة البرامج جدًّا مهمة لتعرفي موقعك من الحياة، من طبعي أملّ من الاستمرار بشيء مُعيّن، من ضمن ذلك البرامج، قديمًا كنت ما أستخدم البرامج لمدة أسبوع، وأوقات شهر، وأوقات تختلف بحسب ما أقرّر، أحيانًا أجعل مدّة الانقطاع مفتوحة، كُنت أستطيع الانجاز أكثر، ولكن؛ بعدما أعود للبرامج أعود بحماس لها أكثر زي ما قُلتِ للأسف أرجع وأشوف الأشياء اللي فاتت، وأهتم كثيرًا لها، ولا أود أن يحدث شيء لم أراه، وهكذا، إلى أن يصبح لا يُفارقني الجهاز، ولكن؛ حينما فكّرت في ذلك قرّرت ٱن أتركها بس بالتدريج، نتعامل مع النفس بهدوء لتستمر بعون الله، العام ما قبل الماضي: كانت أول سنة لي في الجامعة، وشعرت بأهمية التخطيط، بأهميّة الوقت، بأن مسؤوليّتي زادت، بأهميّة إنجاز الأهداف الحقيقيّة (قد تكون هُناك أهداف ليست حقيقية بأن تسيري في طريق خاطئ عن هدفك، وتظنين بأنك في الطريق الصحيح)، المهم قرّرت وبدأت وكان ذلك بإحضار كتب معاي للجامعة وقراءتها، وبعد القراءة مسموح فتح الهاتف والجلوس عليه، كانت طريقة لا بأس بها، أنجزت ولكن ليس ما أُريد، في السنة التي تليها: قرّرت أن أحذف جميع البرامج، وعدم أخذ الجهاز معاي للجامعة واكتفيت (بجهاز نوكيا الكشّاف :) ) وبحمدالله كانت طريقة أفضل من سابقتها، وكانت سنة مليئة بالانجازات بحمدالله وفضله، قرأت أكثر، واجتهدت أكثر بفضل الله وتوفيقه، حاليًّا لديّ جهازين وجميعها أستخدمها لأشياء مُعيّنة ومحدّدة وأعدت بعض البرامج ما عدا الواتس؛ ومثل ما قُلتِ بريق ألوانها صار لا يجذبني كثيرًا مثل السابق بحمدالله وفضله وتوفيقه 💙
    نسأله سبحانه أن يوفّقنا لاستغلال الأوقات بما يُرضيه ويُقرّبنا إليه 💙
    * أعتذر على الإطالة، ولكن أحببت ذكر تجربتي :")

    ردحذف
    الردود
    1. أعجبني وضعك التخلص من برامج التواصل كهدف حقيقي تسعين إليه وجهادك لتحقيقه واستغلال وقتك بأقصى ما تستطيعين .. شكرًا لك تجربتك فعلًا ملهمة وممتعة وأضافت لتدوينتي ❤️❤️
      اللهمّ آميييين :" شكرًا لك مرة أخرى

      حذف
  7. رائعة عزيزتي نورة وتجربه لاشك نحن في امس الحاجه لها التغيير دائما يبدأ من تغيير الفكر والقناعات

    ردحذف
  8. مدونة هاهي https://hahiya.com تقدم مواضيع ونصائح في كل ما يهم المرأة من جمال وصحة ورجيم...
    هدفنا من خلال المدونة هاهي؛ أن نشجع السيدات على أن يعطوا لأنفسهم الإهتمام اللازم ويملئوا حياتهم بالإبداع، مما سيكون له تأثير إيجابي على كل شق من شقوق حياتهم.، وبما أننا نحن نؤمن بقوّة المعرفة وتأثير المحتوى، نقوم بتزويدكم بمحتوى متميز وموثوق.
    https://hahiya.com/%D9%85%D9%86-%D9%86%D8%AD%D9%86/

    ردحذف